ما تزال الفنانة العراقية آلاء حسين تقف في الصف الاول بين النجوم العراقيين ، وتمتلك شهرة عربية من خلال الاعمال التي قدمتها ، وما زالت تجهد نفسها في تقديم الافضل ، فلا تعمل الا ما تجده مناسبا لها ويضيف اليها ، آلاء .. عادت الى بغداد مؤخرا بعد غياب بسبب الاعمال التي تشارك فيها خارج العراق ، وهنا كان لنا معها حوار موسع حول شؤونها الفنية كافة .
* وجودك الان في بغداد ، هل هو استقرار ام زيارة ؟
- المستقر في بغداد اولا واخيرا ، وما يحدث من سفر هو سعي وراء الرزق ، حيث ان اي انسان يسعى الى رزقه ، ولكن في كل الاحوال .. يبقى العراق هو المقر والمستقر الاصيل .
*ما اخر اعمالك ؟
- مسلسل بعنوان (مرافيء الحنين) تأليف حسين النجار واخراج فارس طعمة التميمي وهو مسلسل اجتماعي يقترب من الكوميديا البسيطة ، ودوري فيه اخف من الادوار التي سبقته ، ليس مركبا ،اؤدي شخصية بنت عائلة ثرية ، ابوها شخص انتهازي الى حد انه يأخذ ميراث اخويه ، وهي تحب ابن عمتها ، والعمل يشجع على العودة الى الوطن من خلال مجموعة من العوائل التي تعيش في خارج العراق تلتقي في سورية ، وتدور احداث المسلسل في سورية وبغداد .
* ما اول شيء يجذبك الى قبول دور ما ؟
- الفكرة الرئيسية التي يطرحها ، النتيجة النهائية او ما يريد العمل ان يقوله ، بعيدا عن الشخصية التي امثلها ، انا لا اقرأ الشخصية المناطة بي لوحدها بمعزل عن العمل كلل ، اي لا استلم المشاهد الخاصة بي فقط ، بل احرص على ان اقرأ النص كاملا من اجل ان اعرف تفاصيله كافة .
* وما الذي يهمك فيه اكثر فيه ؟
- الذي يهمني في اي عمل اشارك فيه ان لا يسيء الى العراق ولا الى العراقيين ولا يجرح المجتمع العراقي ولا يسخر من آلام العراقيين ، ويهمني في الشخصية التي أمثلها ان لا تسيء الى المرأة العراقية ، بالاضافة الى ان تكون الشخصية رئيسية طبعا .
* ألا تعتقدين ان التصوير خارج العراق يضعف الدراما العراقية؟
- انا لا اعتقد ذلك ، ان التصوير في دمشق خلق نوعا من المنافسة أشد وأقوى ، خاصة اننا نتعامل مع مخرجين غير عراقيين ومع ممثلين سوريين ، وتكون المنافسة اشد بسبب وجود التقنيات التي هي اكبر من التي تعودنا عليها واكثر احترافية من التي تعودنا عليها في بغداد فكان على المرء (الممثل) ان يشد (حيله) بشكل كبير .
* هل انت مع الاعمال التي تصور خارج البيئة العراقية ؟
- ما دامت تقدم الهم العراقي وتقدم شيئا من المجتمع العراقي ، تقدمه بصدق وبمحبة ، من جهة اخرى هناك صعوبات كبيرة جدا في التصوير داخل العراق ، والتي هي غير موجودة خارجه اهمها اننا نستطيع ان نتواصل في التصوير من الصباح الى وقت متأخر من الليل ، ناهيك عن اصوات الطائرات والمولدات الكهربائية في بغداد والتي تشوه الصورة خاصة اذا ما كان لديك تصوير في الشوارع العامة التي تجدها مليئة بأعلانات الانتخابات واسلاك مولدات الكهرباء ، هناك لا تجد مثل هذا ، وهنا عليك ان تضحي بشيء من البيئة وان تجد البديل قدر الامكان وهناك قرى خارج دمشق مناخها مقارب لمناخ العراق ، تطل على نهر الفرات وتشتهر بالنخيل .
* خلال الاعمال التي اشتغلتيها خارج العراق ألم يساورك القلق ؟
- في البداية فقط وفي اول مسلسل مثلته وهو مسلسل (18) ، كان الفنيون عربا وهناك ممثلون عرب والبيئة ليست نفسها ، حاولوا قدر الامكان توفير المناخ المناسب لذلك ، ولكنني بقيت قلقة ومرتبكة وحاولت ان اوظف هذا القلق لاداء الشخصية بعد ذلك قدرت اتغلب على الموضوع .
* الا ترين ان الآء النجمة المطلوبة دائما اصبحت في صف واحد مع غيرها ؟
- لا اعتقد انني في صف واحد ، انا لا استهلك نفسي ، وقياسا بالفنانين رجالا ونساء .. انا اقل ممثلة اعمل ، ولا تتخيل ان عملا عراقيا جرى تصويره في الشام لم تعرض بطولته عليّ ومن بعدي راح الى فنانات اخريات ، ودائما انا لدي اسباب للرفض اما بخصوص الطابور او الصف ، هذا ما لا اعتقده ، فعندما استعرض اسماء الممثلاث اللواتي في عمري او اللواتي بعدي او قبلي قليلا ، لا اعتقد ان ادائي مقارب ولا اعتقد ان هناك من تنافسني ان تتتميز عليّ في الشغل .
* والمسرح .. اينك منه ؟
- (قالت بعد ان اطلقت حسرة) شاهدت مجموعة من الاعمال وبصراحة تساءلت اين يتجه المسرح العراقي ؟، المسرح العراقي يعرض قضايا محلية بسيطة وانت تشاهد اشياء افضع منها في الواقع وتسمع في الاخبار وهي لم تقدم على المسرح بشكل جمالي راقي او تقترب من العالمية ، انه يقدم مشاكل محلية اقل مما نقرأ في الصحف ، يأتي المضمون بسيط جدا وسطحيا والشكل ليس فيه رقي كامل ، كان هذا حال المسرح في معظم الاعمال التي شاهدتها ، وصارت هناك مقاربة بين المسرح التجاري والجاد ، بل ان التجاري ليس فيه مفردات تسيء الى اذنك كمتلقي ، انا شاهدت مؤخرا مسرحية جادة كان فيها الكثير من الكلام الخادش للحياء ، يحاولون افتعال الكوميديا كي يغضوا النظر على عيوب المجالات الاخرى ، واذن ليس من حقهم التحدث عن هبوط المسرح التجاري ، التسميات فقط هي التي اختلفت ، هذه تشارك في محافل دولية وهذه لا ،عدا هذا وذاك فالمسرحية الشعبية يأتيها جمهور من عامة الشعب على عكس المسرحيات الجادة التي لا يشاهدها سوى النخبة ، المسرحية الشعبية تحمل فكرة وهي تغسل هموم الناس اليومية .
ما اخر عمل مسرحي قدمتيه .
- مسرحية وهي (نزهة) عام 2005 من اعدادي واخراج احمد حسن موسى ، وعنها اخذنا انا وزميلي الممثل باسم الحجار جائزتي افضل ممثل وممثلة في مهرجان عمان الدولي ، وبالتالي انا اطمح الى ما يمثل طموحي وما يقترب منه ، فمعظم الاعمال التي اشاهدها محبطة .
* هل عرضت عليك اعمال ما ؟
- عرضت عليّ المشاركة في اعمال مسرحية عديدة وكان الرفض اما اعتراضا على اسم المخرج ، او اكثرها اعتراضات على النصوص والافكار الرئيسية ، انا لست مع واحد يتجه الى الشتيمة ولا مع محلية فجة ومضمون واهي ، اعتقد لابد ان يكون هناك حل .
* يقال ان الزواج اثر على نجوميتك .. ماذا تقولين؟
- لا ابدا ، الزواج اضاف لي حرية الاستقرار واضاف لي حرية الرأي وعدم الاضطرار تحت ضغط الوضع المادي الى ان اشتغل بأي عمل ، وبالتالي في فترة زواجي حققت انجازات مهمة جدا ، تزوجت وانا طالبة في المرحلة الاخيرة من كلية الفنون الجميلة / قسم المسرح ، طلعت الاولى على الكلية ، واشتغلت مسلسل (بيت الشمع) ونلت عليه جائزة افضل ممثلة ، وعملت مسلسل(شموع خضر الياس) ونلت عليه جائزة اجمل وجه ، واخذت جائزة افضل ممثلة في مهرجان الاردن المسرحي، وافضل فنانة عن مسلسل (البقاء على قيد العراق) بالمقابل كان الراحل عبد الخالق المختار نال جائزة افضل ممثل ، واخرعمل لي (الحب والسلام) اخذت عليه جائزة افضل ممثلة في استفتاء لاحدى القنوات ، انا لا اعتقد ان البريق انطفأ ، ولكن يبدو ان البعض يحسب البريق بكثرة التواجد على الشاشة وانا مقتصدة بتواجدي على الشاشة.
* هل تعتقدين ان هناك سببا ما لهذا الاعتقاد ؟
- يمكن انا خلال السنوات الاخيرة انحصرت في محطة واحدة ، وقد يكون مشاهدي هذه المحطة اقل من مشاهدي المحطات الاخرى ، انا كنت اتابع مسلسل (امطار النار) على البغدادية وكنت اترك حتى الاعمال التي اعمل فيها .
* كنا قد اجرينا استفتاء للاعمال الرمضانية فلم يتم ذكر اسمك فيما فازت الشابة زهور علاء بلقب الافضل .. فماذا تقولين ؟
- اقول .. ذلك بسبب ان المحطة هذه مشاهدة بشكل اكبر على عكس محطات اخرى ، ومسلسل (الدهانة) الذي فازت به زهور والشخصية التي مثلتها من الممكن ان تسأل زهور نفسها : على من كانت الشخصية معروضة؟ ، ولكنني كنت مرتبطة بمسلسل (مرافيء الحنين) واعتذرت لان الدهانة لابد ان يصور في بغداد ، والتصوير في هذا المسلسل يتعارض مع ذاك ، وهذا مشكل كبير جدا ان اجيء وامثل الدور ، وقد استأذنتني زهور في تمثيلها فقلت لها (شايفة كل الخير) .
* في احوال الرأي والرأي الاخر هل تجدين مشكلة ما ؟
- المشكلة ان متلقينا المختص غير حيادي ، يعني انا شاهدت مسلسل (امطار النار) ، انا مختلفة مع المخرج عزام صالح ولكن اقول عنه انه مخرج مبدع ، عليّ ان اكون حيادية وان اعكس ثقافتي ووجهة نظري بدون مؤثرات شخصية ، فالممثل عندما يرى ممثلا اخذ فرصة جيدة يحكي عليه وينتقده بقسوة ، والمخرج عندما يجد ان مخرجا ناجحا لا يمتدحه .
* هل ندمت على المشاركة في عمل ما او تقديم شخصية معينة؟
- لا يوجد شعور كبير بالندم ما دام لم اقدم شخصية تسيء الى العراقيات او المجتمع ، ولكن احيانا تأتي اعمال ليست بمستوى الطموح ، استراتيجتك تحتم عليك ان تعمل بما لا يتقاطع مع مفاهيمك ، كثير من الاعمال عرض عليّ ، احدى هذه الشخصيات مهمة جدا ، ان اؤدي شخصية راقصة عاهرة ، هي البطلة ، قرأت النص وتحدثت مع المخرج انا على استعداد ان اقدم هذه الشخصية السلبية ولكن من الضروري ان يكون هناك معادل ايجابي لتقدم الشخصية بشكل محترم بشرط ان يكون هناك معادل ايجابي لهذه السلبية ، فما كان هناك من معادل ايجابي والشخصية فيها اساءة كبيرة للمرأة ، يقول هذا هو النموذج ما دامت البنت فقيرة وابنة حروب ، لابد ان تكون عاهرة ، فرفضت اداء الدور ، لا يمكن ان نجعل الاستثناء حالة عامة .
* ما الذي ينقص الدراما العراقية لتكون واسعة الانتشار او مواكبة لغيرها ؟
- ينقصها محور رئيسي وجوهري واساسي هو احترام الدولة ودعمها ، احكي لك ما حدث قبل ثلاث سنوات حين تعرضت الدراما السورية الى مقاطعة من المحطات العربية التي لم تشتر اعمالها ، فقامت الدولة السورية بشراء هذه الاعمال بأسعار تنافسية كي لا تسقط الدراما وينكسر سوقها وعرضتها على المحطات السورية ، نحن على مر الحكومات المتعاقبة ما كانت الدراما تحظى بالدعم او الاحترام ، لذلك ترى الدراما العراقية في فترة الحرب والحصار خلال الثمانينات والتسعينات لم يعد لها حضور عربي على الرغم من انها في السبعينيات كانت تسوّق عربيا .
* كيف يمكن ان يكون هذا الدعم ؟
- يجب ان تكون للدراما جزء لا بأس به من ميزانية الدولة ، ودعم الدولة يجب ان يندرج تحت سلسلة كبيرة : من تخريج عناصر من الفنيين وايفادهم الى الخارج لمواكبة التطورات واقامة دورات فنية ، السوريون يرسلون الى كل الدول موظفون بالاذاعة والتلفزيون والمسرح وحتى في اختصاص الماكير كي يتعلموا اخر التطورات ، كذلك يجب ان لا نبقى نعتمد على المنتجين الخاصين والمحطات الفضائية على مستوى الافكار والنصوص ، ولا بد لهؤلاء ان يخضعوا لقانون الدولة بهذا التخصص .
* كثرة القنوات الفضائية العراقية هل كانت مفيدة للفنان العراقي؟
- انها مجرد ارقام في لائحة القنوات ، فالمحطات التي تقدم دراما هي ثلاث فقط اما البقية فتجد كل مسؤول سياسي له محطة بأسمه ، ولا اعرف اذا ماكان لديه نقص نجومية فيطلع في محطته .
* كيف ترين اجور الفنان العراقي الان؟
- غير منصفة بالتأكيد ، ولكن احيانا تأتي شركات انتاج غير عراقية تضاعف الاجور ، ولكن ما نأخذه الى الان لم تصل الى اجور النجم السوري الذي يصل الى 50 الف دولار فيما نحن لا زلنا نتقاضى 2% منه !!.
* ما مشاريعك الجديدة ؟
- حاليا اقرأ مجموعة نصوص ، ولم اختر بعد ما ما يناسبني منها ، وهي مما يجري تصويره خارج العراق.